هذا كلام لا يمكن أن يقبل. ألم يقرأ سانت بوف. أن قراءة فصل واحد لهذا الكاتب الذي ملأ الدنيا نقدًا لأنه أنفق في النقد صفوة حياته يقنع الأستاذ ومن هو أقل من الأستاذ إلماما بالأدب والنقد بأن سانت بوف كان أبعد الناس عن أن يكون رجلا من رجال الصالونات يقدم الكتاب والشعراء إلى الناس في أناقة ولباقة وظروف ومجاملة.
أنا أحب ألا يظن الأستاذ العقاد أني أدافع هنا عن الثقافة اللاتينية على حساب الثقافات الأخرى، فأنا من أشد الناس إكبارًا للثقافة السكسونية وإعجابا بما عرفت منها ولكني كنت وسأظل من أقل الناس حديثًا عنها وحكما عليها.
والحق الذي لا غبار عليه في هذه المسألة هو أن الأستاذ العقاد تعجل وجامل فأخطأ الصواب وأقام أحسن دليل على أن التعميم في الأحكام على الشعوب مزلة للأقدام وسبيل إلى الظلم.
٣- العقاد: نعم؛ لاتينيون وسكسونيون
أتاح لنا الدكتور طه حسين فرصة أخرى لسوق الأمثلة الظاهرة والمحسوسة على الفرق بين الثقافة اللاتينية والثقافة السكسونية على الإجمال، وهذا المثل الجديد وهو الدكتور طه حسين نفسه سامحه الله.
فقد أقول اليوم في ثقة أن الدكتور لو كان يدرس الأدب السكسوني كما يدرس الأدب اللاتيني لكتب مقاله "لاتينيون وسكسونيون" بأسلوب غير أسلوبه هناك.
فالدكتور ما كان ليستطيع أن يزيد حرفا وحدًا على ذلك المقال لو أنني