للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للثقافة السكسونية وقلنا أن الأولين يكثر بينهم مؤرخو الأدب والشارحين وأن الآخرين يكثر بينهم الأدباء والشعراء.

وصفوة القول أن الدكتور طه أتاح لنا مثلا جديدًا يضاف إلى الأمثلة التي أجملناها هناك ولا ريب مزاج لاتيني ومزاج سكسوني وما دام للجنسين مزاجان فهما في النقد والشعر مختلفان. وهناك إذن لاتينيون وسكسونيون يظهرون مختلفين في كل فروع الآداب والفنون.

٤- "طه حسين" لاتينيون وسكسونيون:

لم أكن أحب أن تنتقل المناقشة بين الأستاذ العقاد وبيني من نقد اللاتينيين ونقد السكسونيين إلى الثقافة اللاتينية والثقافة السكسونية. ما كنت أحب أن أجاري الأستاذ العقاد في المفاضلة بين هاتين الثقافتين. ذلك أني أحب الثقافتين جميعًا وأوثرهما جميعًا وأريد أن أتثقف بهما جميعًا بل أريد أن أتثقف بكل ثقافة أستطيع أن أصل إليها أو أن أظفر منها بحظ سواء كان ذلك عن طريق القراءة في النصوص الأولى أو من طريق القراءة في التراجم.

وليس الدفاع عن الثقافة اللاتينية تعصبا لثقافتهم اللاتينية أو تنكرا لثقافة السكسونيين، وإنما هو العلم ينبغي أن يقر الأشياء في نصابها وليس من الحق بحال من الأحوال أن نقد اللاتينيين كله أو أكثره أو نصفه أو من الحق بحال من الأحوال أن نقدًا جديا يقصد إلى طبيعة الكاتب أو الشاعر في بساطتها ويقصد إلى الرجل من حيث هو رجل وقد يضطلع في ذلك التأنق والظرف ولكن ذلك ليس عيبا له ولا غاضا منه وإنما يعيبه ذلك ويغض منه لو لم يكن في النقد اللاتيني إلا تأنق وظرف، فأما وفيه بحث وتحقيق فأما وفيه التماس لطبيعة الكاتب

<<  <   >  >>