للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عزم على إحياء التراث اليوناني لأنه يؤمن إيمانا جازما بأن مرجع الفكر في الشرق والغرب إلى القدماء من مفكري اليونان".

زعموا أن الدكتور يعترف بظهور الحضارة الشرقية القديمة التي لا تزال تبهرنا حتى الآن قبل أن تكون الحضارة اليونانية شيئا مذكورًا، وزعموا أن الدكتور لا ينكر أن الأمة اليونانية من غير شك تأثرت بالحضارات الشرقية المختلفة وأخذت عن الساميين في آسيا وعن المصريين في أفريقيا أشياء كثيرة مختلفة.

يقول الدكتور: "نعتقد ونظن أن غيرنا من مؤرخي الفلسفة المحدثين يعتقد أنه لم يكن للشرق في تكوين الفلسفة اليونانية والعقل اليوناني والسياسة اليونانية تأثير يذكر إنما كان تأثير الشرق في اليونان تأثيرًا ماديًا علميا ليس غير.

فقد أخذ اليونان الشرقيين أشياء كثيرة ولكنها عملية مادية، أخذوا عنهم شيئا من الموسيقى وتعلموا منهم فنونا عملية كالحساب والهندسة ولكنهم لم يأخذوا عنهم شيئا عقليا يذكر "ص٤٦، ٤٧" وإن قيادة الفكر اليوناني كان قوامها الشعر والفلسفة.

نقول: كيف عرف اليونان الفلسفة؟

هل عرف اليونان الفلسفة والشعر عفوا؟ أم أنهم نقلوها من الأمم التي استعمروها؟ فإنه لما ضاقت الأرض اليونانية بأهلها ذرعا لم يجد اليونان أمامهم إلا الهجرة أو الاستعمار فانتشروا في مختلف أقطارها كآسيا وأفريقيا وإيطاليا وصقلية وإسبانيا وفرنسا.

ولا أخال الدكتور يناقضنا إذا قلنا: إن جميع الأقطار العربية التي

<<  <   >  >>