ويقول مبارك، إن من المجاملة المخدرة أن يعلن الدكتور طه أن الأدب العربي أقوى من الأدب الفارسي واللاتيني.
وإذا كان الأدب اليوناني في المكان الأول فإن الأدب العربي في المكان الأول أيضًا، الأدب اليوناني له المكان الأول من الناحية القصصية والتمثيلية وأنه في هذا الباب يمتاز امتيازًا صريحا لا يقبل الجدل ولا النزاع.
والأدب العربي له المكان الأول من الناحية الدينية، فإن البلاغة الدينية باب مهم من أبواب البلاغات في الأدب القديم والحديث، فقد شغل ثلاثمائة مليون في العالم شغلا موصولا بأروع أثر في البلاغة الدينية ممثلا في القرآن وعندنا أدب الصوفية.
أيستطيع باحث أن يزعم أن اليونان عندهم هذا الصفاء في الجوانب الروحية أما الأدب العربي فقد سكت عنه الأوربيون عامدين، لأنه يمثل الحضارة الإسلامية وهي حضارة كانت تبغي أوربا هدمها منذ أزمان، ولأنه من جهة ثانية مصبوغ في أكثر موضوعاته بصبغة الجد الرصين، وأوربا فتنت بما في الأدب اليوناني من نزق وطيش وخلاعة ومجون، بدليل أن أكبر شاعر شرقي راج أدبه في أوربا هو عمر بن الخيام لأنه شاعر اللذة والقلق والارتياب ويضاف إلى هذا أن يقظة أوربا الحديثة اتفق وجودها في أزمان كانت فيها الأمة العربية منحدرة إلى مهاوي الضعف والخمول فلم تستطع أن تقدم أدبها إلى العالم القديم تقديما حسنا بقدر ما كان له من روعة وجمال.
"رأي رشيد رضا":
وفيما يتصل بالنزعة اليونانية ما كتبه إبراهيم المصري في تفضيل الشعر