للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الشرق لن يتخلى عن السيطرة الروحية وإن عجز عن السيطرة المدنية ولن يوهن من قوة الشرق أن يقرأ أبناؤه كلاما منقولا عن أحد الأجانب ولو كان الناقل طه حسين.

-٣-

وقال الدكتور زكي مبارك١ تحت عنوان "نزعة تمجيد اليونان" إن العرب لا يزالون أقوياء يخشى شرهم، وذكرياتهم الأدبية والعلمية والتشريعية مقرونة بالإسلام وكل إحياء لذكريات العرب خليق بأن يثير الزهو والكبرياء في نفوس الأمم الإسلامية وهم يعرفون ما صنعت تلك الأمم في الأيام الخوالي، وأثار العرب ترجع في صميمها إلى التشريع وهو من المعاني الجافة التي لا يقبل عليها غير أهل الجد من كبار الباحثين، ولا كذلك أثار اليونان فإن معظمها يرجع في جوهره إلى الأدب الصريح الذي يهيج الأهواء ويثير الشهوات حتى ليمكن أن يقال أن جميع الشهوات واللذات الجنسية أخذها الأوربيون عن اليونان، ولذلك يمجد الغرب ذكريات اليونان ولا يمجد ذكريات العرب.

ويقول زكي مبارك٢: يرى الدكتور طه أن الأدب الذي يحتل المركز الأول في الآداب القديمة هو الأدب اليوناني ثم يجيء الأدب العربي.

كتب مأمون حلمي عبد اللطيف يقول:

إذا كان كل هذا حق فمن هو الفيلسوف الأول الفرعوني الذي أثبت خلود النفس قبل أن تولد الأمة اليونانية، أم سقراط الذي جاء لنفس هذه النظرية قبل الميلاد بأقل من أربعة قرون.


١ الرسالة: مجلد ١٩٣١.
٢ البلاغ: ١١ نوفمبر ١٩٣٢.

<<  <   >  >>