للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما حظ الدكتور طه في أن يقرر أن العقل الشرقي انهزم أمام العقل اليوناني مرات في التاريخ القديم وأنه ألقى السلاح في التاريخ الحديث.

ما الغرض من الإصرار على أن العقل الشرقي يذهب في فهم الطبيعة وتفسيرها مذهبًا دينيا قانعًا بدليل أنه خضع للكهان في عصوره الأولى، وخضع للديانات السماوية في صوره الراقية.

لا بد من نقض هذه الآراء قبل أن يفتتن بها التلاميذ لأنها مسجلة في كتاب رقم عليه اسم وزارة المعارف العمومية.

الكهان:

والظاهر أن الدكتور طه يتوهم أن الكهانة ظاهرة شرقية لا غربية وذلك توهم طريف لأن الدكتور طه نفسه يشهد بأن سقراط قد استلهم الكهان مع أنه في زعم الدكتور طه أول محرر للعقل الإنساني من أغلال الأضاليل، وأقول بعبارة صريحة أن الكهانة لم تصر مهنة مقدسة إلا في عهود الوثنية اليونانية فقد كانت لها معابد وكان لمعابدها سدنة وأمناء وكان المصير لكل معضلة فردية قومية رهينا برأي "الصوت المتنكر" في زوايا الظلام المنشور فوق معابد اليونان.

أما كهان الشرق فقد كان مركزهم في المجتمع أيسر وأخف، لأن الشرق سبق الغرب إلى استحياء العقل، وهل يستطيع مكابر أن ينكر فضل الشرق في السبق إلى رفع القواعد عن الحضارة الإنسانية.

تفرد الشرق بالأنبياء:

وأقول إن النبوات في الشرق دانت الإنسانية بديون يراها الحاضر وذكرها التاريخ.

<<  <   >  >>