وكتاب المنفلوطي مع ما فيه من التشويه والمسخ لم ينقل عن الأصل وإنما نقل عن ترجمة, وعن ترجمة عربية فيا لضيعة الوقت ويا للحرص على الشهرة وبعد الصيت.
أحب أن لا تكون مقالاتك مشجعة للمفسدين الفنيين على إفسادهم وللأدعياء في الأدب على أن يسرفوا في ادعائهم ويخيل إلي أن أحسن أثر للفلسفة إنما هو تقدير الأشياء وإقرار الأمور في نصابها.
٥- رد منصور فهمي حول قصة سيرانو:
إنك مهما تشددت في النقد فلا تجد ما يبرر لك ذكر المنفلوطي مع الأدعياء وإني مهما تساهلت في الفن، فلا أستكثر وصف الكاتب الأديب عندما أذكر المنفلوطي.
إنك تجد جريمة تريد أهل القانون أن يلتفتوا إليها إذ تحول قصة سيرانو من قالبها التمثيلي إلى صورة قصصية، وإنك تجد غريبا ومضيعة للوقت أن تصيب الرواية في الشكل القصصي بعد أن ترجمت في شكلها التمثيلي الأصيل.
وإنك في الوقت نفسه تقول: إن قراءة الموضوع أسهل على الناس في تركيبه القصصي منه في تركيبه التمثيلي، فهلا ترى أن المنفلوطي وقد حافظ على الأصل أدى خدمة للجمهور إذ سهل عليهم قراءة هذا الموضوع الجميل، أم ترى أن يسهل الأدب والفن والعلم على العامة إثما، ليس له في ساحة غفرانك نصيب.
لا أخالك تقول بذلك وأنت تعلم أن أكبر العلماء وأحرصهم على لغة الفن والعلم يغشون جامعات الشعب فيلقون فيها نتائج أبحاثهم العويصة سهلة