للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العربية تستنكر بعض ما تظهر المطابع المصرية من لغو الكهول وعبث الشباب وتشدد النكير على بعض الأحاديث الأدبية التي تبثها الإذاعة اللاسلكية. والواقع الأليم أن الذين درسوا لغتهم وفقهوها من الأدباء النابهين نفر قليل. فإذا استثنيت هؤلاء الستة أو السبعة وهم من الكهول الراحلين وجدت طبقة الأدباء كطبقات الصناع والزراع والتجار يأخذون الأمور بالتقليد والمحاكاة لا بالدروس والمعاناة.

وكما تجد من هؤلاء من ينشئ المتجر ثم يكله إلى أجنبي ينظمه ويرتبه تجد في أولئك من يؤلف الكتاب ثم يدفعه إلى نحوي يعربه ويهذبه.

٢- رد إبراهيم عبد القادر المازني:

نفى١ صديقي الأستاذ الزيات -صاحب الرسالة- على أدباء هذا الجيل الجديد جهلهم بلغتهم وتقصيرهم في تحصيل آدابها.

وهذا صحيح ... وأحسبني من الستة أو السبعة الذين أشار إليهم الأستاذ. وأني لمن الكهول فقد جاوزت الأربعين وقاربت الخمسين.

عرفنا القراءة والاطلاع ونحن تلاميذ في المدارس الثانوية "وبعد أن تحدث المازني عن جهده في صرف كل مليم على شراء الكتب" قال: ومن العناء الذي تكلفته أني اشتريت الأغاني الذي طبعه "الساسي" اشتريته ورقا على عادتي فكنت أراجع الأبيات التي ترد فيه، في دواوين الشعراء أو كتب الأدب الأخرى فأصلحها أو أتمم القصيدة، أنسخ ذلك في ورقة وألصقها في الكتاب. وكلما فرغت من جزء جلدته وقد أصبح ضعف ما كان، وهذا هو


١ الرسالة ٢١ يونيه ١٩٣٧.

<<  <   >  >>