للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتاب الوحيد الذي بعته بأضعاف ثمنه فقد اشتريته بمائة قرش وخمسة قروش. فلما بعت مكتبتي عام ١٩١٧ أو ١٩١٨، لا أذكر، ابتاعه مني وراق بخمسين وسبعمائة قرش، وقد ندمت على بيعه فما أستطيع اليوم أن أصنع الآن ما صنعته قديمًا.

وأنا مع ذلك أقل الثلاثة -العقاد وشكري- اطلاعا وصبرًا على التحصيل، وأدع للقارئ أن يتصور مبلغ شرههما العقلي، ولا خوف من المبالغة هنا، فإن كل ظني دون الحقيقة التي أعرفها عنهما. وأنا أجتر كالخروف ولكنهما يقضمان قضم الأسود ويهضمان كالنعامة، فليتني مثلهما.

٣- السندويتش والمائدة: عباس محمود العقاد

أدب١ السندويتش هو أدب الفاقة والعجلة، وأدب المائدة واليسار والوقار كما سماها الكاتب البليغ الأستاذ الزيات وأصاب في التسمية لأنها تسمية وتوصيف وتعليل في وقت واحد.

وقد ختم الأستاذ مقاله سائلا: ليت شعري إذا خلت أمكنة هؤلاء النفر -أدباء الكهول- الذين نبغوا بالاستعداد والاجتهاد، كيف يكون حال الأدب الرفيع في مصر؟ يذهبون وبطئان ما يعوضون على رأي الأستاذ أحمد أمين. أم يذهبون وسرعان ما يخلفون على رأي الأستاذ العقاد؟

وفي جواب هذا السؤال أيضًا لست من المتشائمين لأن الجواب يعضه من سر المستقبل، وبعضه من حقائق الماضي.

قبل ربع قرن من الزمان كان أناس غير قليلين يسألون كما يسأل الأستاذ


١ الرسالة ٥ يونيه ١٩٣٧.

<<  <   >  >>