وربما كان أقلهم صنعة "ما دخلت الفلسفة أيا كان نوعها على عمل من أعمال الفطرة إلا أفسدته".
وهذه نزعة خطيرة نطلب أن يعمد رجال الذهن في جميع البلاد العربية إلى وقفها بكل الوسائل. يجب أن نحبب تلاميذنا في الفلسفة والعلوم ونكرههم في فقاقيع الاستعارات والكتابات.
وهذا كاتب يضع كتابا على الحب والجمال "يقصد كتاب مصطفى صادق الرافعي. السحاب الأحمر" ويبدأ الفصل الأول منه بوصف فقاعة هي نضاب قلم مصنوع من زجاج ويحتوي على مداد أحمر ويباع بالقاهرة بنصف قرش فيكتب عن هذا النضاب عدة صفحات ويستوحي منه التأملات والخواطر في الحب والجمال. فهو كاتب صنعة لا يبالي إلا برنين ألفاظه وخلابة استعاراته وهذا لعمري هو اللهو واللعب. فإن للأدب غاية وغايته هي صلاح الناس وهديهم وكشف حقائق هذا الكون والتمتع بجمال هذه الحقائق.
٢- المذهب القديم والمذهب الجديد؛ سلامة موسى ١:
في مصر وسوريا طبقة من الأدباء لها عيون ممن خلف رؤوسها فإذا نظرت لم تر سوى الماضي ثم هي مع ذلك لا ترى كل الماضي وهي لو استطاعت أن تفعل ذلك لكان لها من ذلك بصيرة بالحاضر والمستقبل. وأجل لو كانت هذه الطبقة تنظر إلى الماضي خلال تلسكوب العلوم الحديثة لاستطاعت أن تقرأ لغة الطبيعة وتدرك أن روح العالم هي روح نشوء وتطور.
تقول هذه الطبقة: إن الأديب لا مندوحة له إذا أراد أن يكون أديبًا