حصيفًا أن يقلد العرب ويحتذي كتابهم في أساليبهم ومراميهم. ومن هذه الطبقة بل وفي رأسها نضع الأستاذ مصطفى صادق الرافعي والأستاذ الأمير شكيب أرسلان.
ومن المستطاع أن يحلل الإنسان هذه "الوطنية الأدبية" وأن يردها إلى أصولها في ذلك العقل الباطن الذي يخلط بين الدين والقومية والأدب العربي، فالخروج عن المألوف في الأدب العربي يوهم أفراد هذه الطبقة بالخروج على الدين والقومية العربية.
الصنعة دون الفن، وأن الفن هو الجوهر وهي الغرض. ونحن الآن بقوة ما ورثناه عن العرب كثيرًا ما نعنى بالصنعة ونهمل الفن فنتعلق بالقشور ونترك اللب.
الرافعي "١" يدافع عن المذهب القديم ويقول بأفضلية الأساليب العربية القديمة على أساليبنا الراهنة "٢" هو أيضا يجيد الصنعة أيما إجادة ولكنه لا يعنى بالفن فإذا كتب اتسقت عباراته وانتظمت ألفاظه فأتى بالعجب ولكن الحقيقة "أي الجمال" لا تشغله في نظمه أو نثره "٣" هو لا يكاد يؤمن بالعلم بل لا تجد له أثرًا في جميع كتاباته.
٣- دفاع ١ عن المذهب القديم في الأدب؛ الرافعي:
زعم الأستاذ المفكر سلامة موسى أن ما نقول به من اقتداء العرب في أساليبهم والارتياض بكلامهم والحرص على لغتهم وأن يكون الكاتب في هذه اللغة حسن البيان رشيق العرض رائع الخلابة يثبت في ألفاظه وينظر في أعطاف كلامه ويفتن في أساليبه، كل هذا وما إليه من مذهب قديم