"٧" تصارع الثقافات الفرنسية والإنجليزية. "٨" إثارة الاتهامات حول القرآن والإنجيل والتوراة بالشك في نصوصها والحملة على رسول الإسلام والحضارة الإسلامية. "٩" تغليب الجانب الأسطوري على السيرة المحمدية. "١٠" الدعوة إلى الأدب المكشوف. "١١" معارك الفن للفن. "١٢" الدعوة إلى نقل الحضارة خيرها وشرها ما يحمد منها وما يعاب. "١٣" إنكار فضل العرب على الحضارة. "١٤" الدعوة إلى الفرعونية.
ولقد كان هذا هو أبرز جوانب المعارك الأدبية التي يمكن القول بأنها درات حول "مفاهيم" الثقافة والفكر والحضارة والأدب في خلال أربع تيارات واضحة هي المحافظة والتجديد ثم التغريب والعودة إلى الأصالة وقد دلت هذه المعارك على يقظة المحافظين وما أسموا دعاة القديم، فقد هبوا عندما قاوموا تمصير اللغة العربية أو مذاهب التجزئة والقوميات الضيقة أو الفرعونية أو الفينيقية أو غيرها، أو الشعر الجاهلي أو آراء التغريب أو الإلحاد أو التهوين من شأن الدين في المجتمع أو الفكر أو فضل العرب على الحضارة وقد كانوا أصدق إيمانًا وأقرب إلى الحق وأبعد عن الانحراف.
غير أن الخطر في الأمر أن معارضة دعوات التغريب والاندفاع نحو الغرب والتطرف والانحراف لم يلبث أن ظهر من جانب المدرسة الحديثة نفسها، فقد تمزقت هذه المدرسة التي تعلمت في أوربا -وفي فرنسا في الأغلب- وانقسمت على أساس تطور فكري وتحول عقائدي، فقد كان دعاتها في أول الأمر من أشد المتحمسين للحضارة الأوروبية، غير أنهم اكتشفوا مدى الخيبة التي تكمن وراء إطلاق هذه الدعوة، حينما شاهدوا الفوارق البعيدة بين شعارات الحضارة الغربية وبين واقعها وتصرفاتها الفعلية في العالم العربي والإسلامي، هنالك استفاقت معان جديدة في نفوس هؤلاء المفكرين جعلتهم يقفون وقفة النظر والتأمل غلبت فيها عاطفة الإيمان بالوطن والتراث وحق أمتهم عليهم، وقد بلغ بهم الاعتقاد حد الإيمان بأن هذه المذاهب التغريبية لن تصل بهم إلى خلق أمة جديدة أو فكر