جديد، وهنالك قاوموا زملاءهم، ووقفوا يعارضونها، وفي مقدمة هؤلاء الدكتور هيكل ومنصور فهمي وزكي مبارك.
فقد عارض هيكل طه في كتابه الأساطير على أنها جزء من سيرة الرسول، وعارض ساطع المصري وزكي مبارك وعبد الرحمن عزام آراء التجزئة والفرعونية وعارض توفيق دياب الأدب المكشوف وعارض منصور فهمي التقليد الخالص، وعارض فليكس فارس نظريات التغريب في الثقافة، وعارض زكي مبارك النزعة اليونانية، وعارض المازني الكتابات الإباحية وترجمة القصص الفرنسية المكشوفة.
كما كشف منصور فهمي الذي تحول عن آرائه في الإسلام التي أثبتها في أطروحة الدكتوراه "١٩١٤" كشف عن تجربة الثقافة الغربية بالنسبة للمبعوثين العرب، فقد ذهب إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه في الفلسفة فوقع تحت سيطرة أستاذ يهودي دفعه إلى مهاجمة الإسلام هجوما قاسيا إرضاء لنزعات المستشرقين الفرنسيين.
وقد فعل طه حسين مثل ذلك عندما وقع تحت سيطرة دور كهايم وماسنيون فهاجم أهل المغرب المجاهدين في أطروحة الدكتوراه عن "ابن خلدون" التي تقدم بها للسربون، واتهمهم بالتأخر والجمود وعدم القدرة على تلقي الحضارة الغربية التي تقدمها إليهم فرنسا.
ولم يفلت من ذلك القيد إلا الدكتور زكي مبارك الذي عارض آراء المستشرقين وأصر على رأيه ولقي في سبيل ذلك عنتا لحقه، حتى نهاية حياته وإن كان قد أخطأ في فهم القرآن. "المعركة في كتابنا المساجلات".
ومع ذلك فقد اعترف أحد المستشرقين بحقيقة التبعية الفكرية حين قارن بين آراء طه حسين في "الشعر الجاهلي" وآراء زكي مبارك في "النثر الفني" قال: إذا قرأنا فكر طه حسين قلنا: {هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا} ، فلما عاد زكي مبارك وعارض اتجاه التغريب لقي العنت في الجامعة وفصله طه حسين وظل شقيا بنزعته التحررية إذ قاوم كثيرا من أهداف التغريب حين دعا إلى التعليم في كليات