الجامعة باللغة العربية، ودعا إلى الوحدة العربية وهاجم آراء التغريب في الثقافة والتعليم والإسلام والعرب.
وقد انتصرت الفكرة العربية الصحيحة بعد قليل في عودة منصور فهمي وعودة هيكل ومحمود عزمي والمازني الذين كان لزياراتهم للبلاد العربية أثرها في إيمانهم بالوحدة العربية.
وإذا كان أغلب هذه المعارك التي سجلناها قد دارت في صحف مصر فإن كتاب العالم العربي المبرزون قد اشتركوا فيها وإنما كانت تمثل قطاعًا من الحياة الفكرية في مصر فإنها في الحق صورة متكاملة صادقة لجميع المعارك الفكرية التي درات في العالم العربي كله.
فقد كانت خطط التغريب متشابهة ودعوته متماثلة بين الاستعمارين الفرنسي والبريطاني اللذين سيطرا على العالم العربي في هذه الفترة.
فإذا ذهبنا نبحث في دوافع المعارك الأدبية لم نجدها خالصة لوجه الفكر وإنما وقع أغلبها تحت سيطرة دافعين كبيرين:
١- الخصومات السياسية.
٢- الخلافات الشخصية.
ذلك أن الخلاف بين المعسكرات السياسية قد جعل طائفة من الكتاب تنحاز إلى هذا الجانب وطائفة تنحاز إلى الجانب الآخر، وكان لهذا أثره، ولذلك كانت أغلب أحكام هذه المعارك تدل على التناقض، فالرأي هنا مقيد بوجهة نظر وظرف معين، فإذا اختلف هذا الظرف تغير الرأي ومثال ذلك في معارك إمارة الشعر١ والقومية العربية والتغريب وقليلا ما ترى الإنصاف الذي جرى
١ كتب الدكتور طه حسين في الجمهورية ١٩٥٦ يقول: أحب أن أؤكد أني لم أبايع العقاد بإمارة الشعر وما كان لي أن أبايعه لأني لم أكن شاعرًا، اقرأ معركة الشعر في الفصل التاسع.