اللغة في باب الإيجاز والمساواة والإطناب ومقام كل منه ليعلم أن مقام منشورنا هو مقام إطناب كما لا يخفى على كل من شدا شيئًا من الأدب أو طالع شيئا من آثار هذه الأمة.
أما الأساليب فهناك مذهبان مذهب قديم ومذهب جديد. وأنا لا أعلم مذاهب جديدة إلا في العلم والفن أما في الأدب واللغة فلا أعرف إلا مذهبًا واحدًا هو مذهب العرب وهو الذي يريد أن يسميه بالمذهب القديم. وهو الذي يجتهد كل كاتب في العربية أن يحتذي مثاله ويقرب منه ما استطاع لأنه هو المثل الأعلى والغاية القصوى، وقصارى الأديب العربي اليوم أن يتمكن من إفراغ الموضوع العصري في قالب عربي بحت لا يخرج باللغة عن أسلوبها ولا يهجن لهجتها ولا يجعلها لغة ثانية إذا كان التباعد عن الفصاحة والحرمان من حظها هما على مقدار التجانف عن أسلوب العرب عندما كانوا عربا لم تخامر لغتهم المعجم. ولم تفسد منهم السليقة.
أما المذهب الجديد الذي أشار إليه في الأدب فلا تعلمه في المذاهب ولا وصل إلينا خبره. فحبذا لو أتانا صاحبنا بتعريف المذهب الجديد هذا ودلنا على أمثلة منه وكتب مؤلفا فيه.
إنني إريد أن أنزه صاحب مقالة التطور في اللغة عن أن يكون مقصده الانتقاد لأجل الانتقاد ولإثبات فضله وإظهار طوله على غيره.
"ثم استشهد الأمير شكيب بأسانيد مختلفة من الإطناب في اللغة العربية".