للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الأمير لم يغضب لأن انتقادي المذهب القديم جاء مباينا لوجه الصواب. إنما غضب لأني استشهدت بأقواله، ولم أستشهد بها إلا أني اخترت أن أستشهد بأقوال كاتب كبير يوثق به ... تركته ولم أترك أحدًا من المتقدمين والمتأخرين إلا انتقدته، لكان الخطب عنده هينا ولكان انتقادي حينئذ في محله. ولكفى نفسه مئونة هذا الرد الطويل العريض الذي أرجو أن "لا يتعجل في الغضب علي إذا قلت: إن هذا الرد من أوله إلى آخره جاء دليلا جديدا على أن الأمير من أصحاب المذهب القديم، وأنه لا يزال مولعًا بالمترادفات على غير حاجة إليها ولا فائدة منها.

ثم قال للأمير: إن مقاله كله مترادفات. ثم قال: أما كان الأولى بأدبه وعلمه أن يلزم نفسه قاعدة "خير الكلام ما قل ودل" ولكنه يظهر أنه لم يراع هذه القاعدة لا في منشوره الذي طبعت منه ألوف ألوف من النسخ ليوزع على ملايين وملايين من الأمة العربية في المدر والوبر".

إذا كان لكل مقام مقال فما باله أعزه الله يجعل المقال الواحد لكل مقام. ولست أظن أن كاتبا كبيرًا مثله يتعذر عليه أن يتنكب هذا الأسلوب من الكتابة لولا أنه ألفه واتخذه مذهبا في كل ما يكتب سواء أكان منشورا تقرؤه الأمة العربية جمعا أو ... فصار إذا أمسك القلم انهالت عليه المترادفات كأنه يتناولها من حبل ذراعه فلا يتركها حتى تجيء على آخرها. وليس هذا أسلوب الأمير، ولكنه أسلوب قديم أكل الدهر عليه وشرب ولعله يتصل بعصر الكهان وليس الأمير فيه إلا مقلدا.

انتقدت الأمير على إكثاره من المترادفات على غير حاجة إليها ولا فائدة منها فقال: إن منشوري للعامة. يا سيدي الأمير. تفهم منشورك. أكثرت

<<  <   >  >>