عقله ونفسه -وهو ما لا غنى بأديب عنه- وكيف يتسنى له التجويد حين يكتب وهو مشغول في ليلة ونهاره بهذا الذي لا آخر له من شئون الوظيفة. واللجان وما إليها.
حملت على طه لأني لم أفهم تصديره لا لأنه غير مفهوم أو لا يفهم، بل لأني كنت ذاهلا شارد اللب، وآية ذلك أني لم أعرف من هذا التصدير أن الكتاب شعر لا نثر، وإن كان قد ذكر هذا في غير موضع.
ورجعت إلى الكتاب بعد أيام فأدهشني أنه شعر، أنه فوق هذا جيد عامر.
طه حسين ١:
أراد الأستاذ المازني أن يثني على ديوان شاعرنا المدير أو مديرنا الشاعر الأستاذ عزيز أباظة فلم يستطع أن يصل إلى غرضه دون أن يقدم بين يدي مقالة برثاء لي وإشفاق علي؛ لأن الأدب قد خسرني وأن الحكومة لم تكسبني ولأني كتبت في تصدير هذا الديوان كلاما لا محصول وراءه ولا يعرف له رأس من ذنب.
أنا أستأذنك في أن أشكر للأستاذ رثاءه لي وإشفاقه علي، فذلك أقل ما ينتظر من أديب مثلي لا يكتب إلا ما وراءه محصول وما يتبين رأسه من ذنبه وأريد أن أؤكد أني آسف أشد الأسف؛ لأن الأستاذ عزيز أباظة لم يطلب إليه هو كتابة هذا التصدير، إذن لكان له المحصول كل المحصول ولكان له رأس كقمة الجبل وذنب كالذي خوف به المنجمون المعتصم حين هم بفتح عمورية.
وآسف أشد الأسف؛ لأن الحكومة لم تكل إلى الأستاذ عملي في وزارة المعارف وفي جامعة فاروق، إذن لكسبته الحكومة والأدب جميعا والأستاذ