للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المازني يعرف أن لأبي العلاء قصة مع الشريف المرتضى، وأظنه يأذن لي في أن أسرق من هذه القصة شيئا فالسرقة في الأدب مباحة ولا سيما حين تكون في العلن لا في السر. وهي حينئذ أشبه بالسطو. ولست أسرق من قصة أبي العلاء أو لست أسطو منها إلا بمقدار. فأنا أرجو أن يقرأ الأستاذ سورة الفلق وأن يقرأ مطولة لبيد ومطولة طرفة وعينية سويد بن أبي كاهل التي مطلعها:

بسطت رابعة الحبل لنا ... فبسطنا الحبل منها ما اتسع

ورائية الأخطل التي مطلعها:

ألا يا سلمي يا هند هند بني بدر ... وإن كان حيانا عدي آخر الدهر

ولامية المتنبي التي مطلعها:

بقائي شاء ليس هم ارتحالا ... وحسني الصبر زمو لا الجمالا

وسيقول القراء: إني ألغزت هذا الكلام، ولكني أعتذر إليهم فإني لا أكتب لهم وإنما أكتب للأستاذ المازني. وأنا أسلك في ذلك طريقة الأستاذ نفسه فمن المحقق أنهم لم يفهموا عنه ما قاله أمس لأنهم لم يقرءوا التصدير الذي لا محصول وراءه والذي لا رأس له ولا ذنب ولأن أكثرهم لن يقرأه لأن الكتاب ليس معروضا للناس، وأحبب إليّ بأن أستقيل وأفرغ للأدب ولكني أود أن أستيقن قبل ذلك بأن الحكومة ستضع الأستاذ المازني مكاني لنرى أيكتب كلامًا كالذي أكتبه أم يكتب كلاما خيرًا منه.

<<  <   >  >>