مناوشة عنيفة ثارت بين الدكتور طه والأستاذ المازني على صفحات جريدة البلاغ وهي مناوشة تمثل التجني والتظالم على أعنف ما يكون، بغى الرجل على الرجل، وسنقف من المناوشة موقف القاضي العادل فقد ساءنا أن يتقارض هذان الرجلان الظلم والعدوان بلا ترفق ولا استبقاء بعد أن ظلا صديقين حينا من الزمان وأصل القصة أن عزيز أباظة مدير البحيرة أصدر مجموعة شعرية سماها "أنات حائرة" مع تصدير بقلم الدكتور طه حسين.
فلما بدا للأستاذ إبراهيم المازني أن يتحدث عن تلك المجموعة بدأ بالهجوم على صاحب التصدير فغضب الدكتور طه وكتب ردا أراد به دفع العدوان بما هو أقصى من العدوان ثم قال إنه سيفسر للقارئ هذه الرموز.
ولخص زكي مبارك كلمة المازني في عناصر أربع:
١- إن الدكتور طه خسره الأدب ولم تكسبه الحكومة ومعنى ذلك أنه يتولى عملا لم يخلق له. وسنرى كيف أن الدكتور طه ثار على هذه العبارة وعدها تحديا لقدرته في الأعمال الحكومية.
٢- إن الدكتور طه يضيع نفسه في مناصب تشغله وتستنفذ جهده ووقته فغذا كتب جاء بكلام لا محصول من ورائه ولا يعرف له رأس من ذنب.
٣- إن الأفضل للدكتور طه أن يستقيل ويريح نفسه من العناء الباطل "وهو عمله في الحكومة" ويتفرغ للأدب.