للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- إن اللغات على تطورها مع الأمة تحفظ في ألفاظها ومجازاتها وأمثالها كثيرا من تاريخ الأمة. وكما تتطور الأمة فتتقدم ولا يمنعها التقدم أن تحتفظ بما يربطها من سنن وعادات كذلك تتطور لغتها ولا يضيرها الاحتفاظ بكلمات وجمل وكنايات هي من تاريخها. آخذ على الأستاذ الغلو في الدعوى والإغراق في تصويرها. ومما يتصل بهذا الغلو أنه جعل رأي طائفة من الأدباء في عصر ما رأي أهل العصر كلهم وعمم الدعوة حيث يقتضي الدليل التخصيص.

حينما تكلم عن الأدب العربي نظر إلى الشعر وحده وأغفل النثر.

وعرض لرأي أحمد أمين الخاص بالتزام شعراء العربية في العصور الإسلامية طريقة الجاهليين في الأوزان والقوافي وبين أنهم اخترعوا نظاما للتقفية لم يؤثر عن الجاهلية واخترعوا أوزانا على قدر ما أحسوا من حاجة.

ثم عرض لرأي أحمد أمين في التزام شعراء العربية موضوعات الشعر الجاهلي وخالفه, ودلل على أن الشعر العربي لم يحجم عن موضوع ما، وأدخل في أحوال المعيشة وحادثات الحياة من شعر أمم كثيرة.

وعرض لرأي الأستاذ في الشعراء حيث قال: إنهم لم يمسوا عواطفهم وحالاتهم الاجتماعية وإن شعراء الأقطار العربية: العراق والشام ومصر والأندلس لم يعنوا بمناظر بلادهم الطبيعية وأحداثهم الاجتماعية.

ويرى عزام أن الشعر العربي شارك بيان وجدان الإنسان وآلامه وآماله، وأن الشعر الذي يصف بيئة إقليم أو حادثة بعينها فهو كثير في دواوين شعراء العربية، وأن الشعراء العرب لم يقفوا في الشعر على موضوعات قليلة يقبلوا فيها الجاهليين. وذكر طرفا من تصوير شعراء مصر التي عاشوا فيها وبين أن شعراء العراق والشام صوروا بيئاتهم وأمعنوا في الصورة، وعرض زكي مبارك لنقد الدكتور عبد الوهاب عزام لأحمد أمين فقال:

قال أحمد أمين: "إن علماء العرب رفعوا من فن كل شيء جاهلي وغلوا

<<  <   >  >>