للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد جرد أنصار العقاد "الرافعي" من النفس والإنسانية والعقيدة الأدبية وقال محمد أحمد الغمراوي: "لو غير صاحب تلك المقالات خطر له في الرافعي مثل هذا الرأي المسرف من أنه ليس للرافعي إنسانية ولا طبع ولا نفس ولا ذوق ولا ذهن ولا حياة إلى آخر ما شاءت له بغضاؤه أن ينفي عن الرافعي، لو غيره خطر له هذا في الرافعي لوقف من هذا الخاطر موقف المتهم على أقل تقدير، إذ غير معقول أن يبلغ الرافعي رحمه الله ما بلغ من حسن السمعة وبعد الصيت في عالم الأدب العربي ثم لا يكون له من كل تلك الصفات حظ يفسر ما نال من صيت حسن وتقدير كبير", وهذه هي فصول المعركة:

بين الرافعي والعقاد:

١- سيد قطب:

قرأت كل ما كتبه الأستاذ سعيد العريان عن مصطفى الرافعي، قرأته تحت تأثير عامل نفسي خاص، ذلك أنه كان لي رأي في المرحوم صادق الرافعي، لعل فيه شيئا من القسوة، ولما كنت على ثقة أن هذا الرأي لم يتدخل في تكوينه عندي أي عامل خارجي وإنما كان نتيجة لعدم التجاوب بين آثاره الأدبية وبيني، فقد كنت في حاجة لأن أسمع من أصدقاء الرافعي ما عساه يخفف شدة هذا الحكم، ويكشف لي عن بعض حياة الرجل الذي اشتركت في تكوين أدبه, فلعل فيها تفسيرًا وتبريرًا لما كنت أراه فيه مما يستدعي قسوة الحكم وشدة النفور.

والقصة بين الرافعي وبين أنني قرأت له أول ما قرأت كتابه: "حديث القمر" فأحسست بالبغضاء له، أجل بالبغضاء, فهي أصدق كلمة تعبر عن ذلك الإحساس الذي خالجني إذ ذاك، ولم تكن ثارت بين العقاد وبيني إذ ذاك خصومة, ولم أكن سمعت شيئا عنه من العقاد أو سواه, مما قد يكون

<<  <   >  >>