وإذا كان أراد المتصرفين في إدارة بعد ذلك مدة الأمويين والعباسيين والفاطميين فلا شك أن الذي كان يتولى ذلك في مصر إنما هم المصريون أنفسهم.
ولقد قال جوستان لوبون:"ما عرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب" لأن التاريخ ما عرف أمة تخلط الأمم وتجعل لها ما لها وعليها ما عليها كما عرف ذلك من العرب.
٨- البلاغ، مكان مصر من العرب والقومية العربية. عبد القادر حمزة ١:
الفكرة البارزة هي أن للمصري وطنا أول هو مصر ووطنا ثانيا هو القومية العربية وهذا تحديد نظن أن جميع المصريين يوافقون عليه في جملته ولكنهم يحبون أن لا يدخل عليه شيء من الغلو في جزئياته.
لا نكران إذن أن العنصر السامي اتصل بمصر منذ آلاف من السنين وأن العرب لما فتحوا مصر أعطوها الدين الإسلامي واللغة والثقافة العربية ولكن لا نكران أن كل ذلك لا يسلخ المصريين من جنسيتهم المصرية وبيئتهم المصرية وتاريخهم المصري، فالمصريون على هذا مصريون بوطنهم وجنسيتهم وتاريخهم. وهم في الوقت نفسه عرب بدينهم وبلغتهم والهوى الصادق الذي يحملونه لإخوانهم العرب شرقا وغربا.
ولكن من شاء أن يسمي القومية العربية وطنًا ثانيًا للمصريين بعد وطنهم مصر، ذلك ما لا تنازع فيه ولا مصلحة لنا في أن نتنازع فيه، ولكن على أن يكون مفهومًا أننا إذا ذكرنا وطننا الأول مصر لم يكن المعنى أن هذا