للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١- سعيد العريان ١:

لقد كانت بين الرافعي والعقاد عداوة وشحناء سارت مسير المثل بين أدباء الجيل فهل كان من الحتم تبعًا لذلك أن يكون سعيد العريان وسيد قطب عدوين؛ لأن أولهما يؤرخ للرافعي والثاني يجري في غبار العقاد.

ولكن سيد قطب يرشح ليكون في غد شيئا له في الأدب خطر ومقدار.

وما يرى نفسه بالغا هذه المنزلة إلا أن يجري على نهج صاحبه ويتأثر بخطاه. فكان أول سعيه إلى غايته أن احتقب كنانته وخرج إلى الطريق يرمي الناس باليمين والشمال, لا يعنيه أن يصيب ولا من يصيب, ولو كان أحرص الناس عليه وأرأفهم به.

لقد ظل المرحوم الرافعي دائبا على تجديد الآداب العربية سبعة وثلاثين سنة, يتردد اسمه في المحافل والنوادي ومجامع الأدب فليس بين قراء العربية أحد لا يعرفه. وسيد قطب واحد من قرائها الأخصائيين في اللغة كما قد يعرف القراء, ولكنه مع ذلك لم يشرع قلمه ليجرد الرافعي من النفس ومن الإنسانية ومن العقيدة وليزيف أدبه ويكشف عيبه إلى حين غيبه التراب وآن أوان ذكراه.

هذه هي عربيتنا نحن أنصار المذهب القديم فبأي عربية فهمها الناقد المجدد الأخصائي في اللغة وفي أساليب البيان.

١٢- سيد قطب "الرد على إسماعيل مظهر":

أنت يا سيدي٢ لم تفهم الكلام ومن هنا كان تفسيرك للجملة التي أقول


١ رسالة ٤ يوليه ١٩٣٨.

<<  <   >  >>