للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها: "وإننا من أخلص تلاميذ مدرسة هذا الكاتب لطريقته, وأكثر الناس فهما لها واقتناعا بها ونسجا على منوالها".

ففهمتَ منها أن الذي يقول ذلك يكون "طبعة ثانية" للعقاد وهنا كلام نقوله للناس وكلام نقوله لك:

إن الإخلاص لطريقة في الأدب والاقتناع بمذهب خاص والنسج على منوال مدرسة معينة لا يعني تقليد شخص معين، فقد ينشأ إمام وينشئ له مدرسة ويكون لهذه المدرسة تلاميذ، ثم يكون لكل تلميذ من هؤلاء طابعه الشخصي ومميزاته الذاتية. ولا سيما إذا كانت هذه المدرسة هي مدرسة العقاد التي تقوم على أساسها الدعوة إلى أدب "الشخصية" وتنكر التقليد وتشتط في إنكاره.

أما كلمتنا لك فنحن نسلم أننا "طبعة ثانية" من العقاد فماذا تكون أنت؟ إننا نقول لك: كن أنت -إن استطعت- طبعة ثانية من العقاد أو أي فنان سواء, أو كن على حد تعبيرك المؤدب الطبعة التي تتركها في الرمل قدم العقاد تكن خيرًا مما أنت الآن عشرات المرات.

إنك تحقد على العقاد حقدًا دفينا لا سبب له إذ ليس بينكما منافسة، لا منافسة على أدب ولا موهبة فنية, وإنك لهذا ترحب بشتائم الرافعي له وتطبعها وتروج لها وتسميها علوا عن الشخصيات.

١٣- محمد أحمد الغمراوي:

مسألة١ القديم والجديد عمرها لا يزيد على ثلاثين عاما أثارها من الناس


١ الرسالة يوليه ١٩٣٨.

<<  <   >  >>