للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخر بين الفريقين, نقل العراك بينهما من ميدان الاجتماع إلى ميدان الأدب فأنصار الجديد يدعون إلى الفن العادي والأدب المكشوف ويدعون للفن والأدب حرية في القول والعقل.

واتسع الخلاف وتشعب بين الفريقين بمضي أنصار الدين الجديد في توهية السد الإسلامي الذي يجدونه قائما في وجوههم أينما يلتفتوا فيزعمون للناس من طرف خفي أن القرآن من صنع عبقري لا من صنع الله، وأنه آية فنية، لكن آية فنية إنسانية لا معجزة إلهية. وإذن فينبغي أن يخضع له كل عمل إنساني من النقد والفحص والبحث العلمي فيما يزعمون ويهب لدرء هذا الإفك العظيم كل كريم ويقاتلونهم على إعجاز القرآن وحرمته وتقديسه ويدعونهم إلى خطة إنصاف ليس من إنصاف بعده.

إن من أشد من يؤسف له أن يفترق قوة أولى القوة في الشرق هكذا فرقتين إحداهما تهدم والأخرى تدفعها عن الهدم فيشغل الفريقان جميعا عن التجديد والبناء وعدوهما واقف لهما بالمرصاد.

١٤- سيد قطب: "في الرد على سعيد العريان":

"لعل القسوة ليست في الحكم الذي أصدرته ولكنها في وضع الرافعي مقابلا العقاد والجميع بينها في عنوان, فمن هنا بدأ مطالبة الرافعي بأدب الطبع وأدب النفس؛ لأن المقابل له فياض بهذا النوع، مبرز فيه، بل هو ميزته ورمز فنه، وقد كان من جراء مطالبة الرافعي بهذا اللون الرفيع من الفن الأدبي ظهور خوائه وإنكار أدبه، فهذه هي القسوة ومتى أعفينا الرافعي من أدب النفس والطبع فقد نجده بعد ذلك شيئا من التعبير, وفي الأخذ بطريقة خاصة في هذا التعبير".

<<  <   >  >>