للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أأنت قلت ذلك؟ وقد نقل ما كتبته في مجلتك إلى المجلة الجديدة "مجلة سلامة موسى هداه الله" وسلامة يسره أن ينشر في مجلته ما خططته، بقلمك في مجلتك وليس عنده ما يمنع من هدم الأزهر وهدم الكنيسة تأسيا يقول الشاعر:

اقتلوني ومالكا ... واقتلوا مالكا معي

ولكن أتعرف ما يكون لو هدمت الكنيسة وهدم الأزهر في يوم واحد أتعرف النتيجة أيها المسلم الذي اسمه أحمد والذي يرتفع نسبه إلى الحسين، تكون النتيجة أن يهدم الأزهر ثم لا يبنى أبدًا لا قدر الله ولا سمح، أما الكنيسة فتهدم، ثم تبنى من جديد على قواعد أمتن وأرسخ.

من أين جاءكم هذا التسامح يا أبناء اليوم؟ من أين جائتكم هذه الغفلة يا شعراء الجيل؟

أنت تشير بهدم الأزهر يا أبا شادي؛ ولم ذلك؟

أتستكثر أن يقوم أولئك المشايخ بنشر الثقافة الإسلامية والثقافة العربية ويرفعوا رأس مصر في العالمين١.

أمن القليل في مجد مصر أن يذكر اسمها في كل لحظة بين أهل الشرق والغرب بفضل الأزهر الشريف؟

سيطول بلاؤك يا أبا شادي حين تذهب الثقافة الأزهرية إلى من يستند الأدب الحق حين ينقرض هذا النوع من التثقيف.


١ اقرأ المقال بالكامل في البلاغ ٢٣ أغسطس ١٩٣٦.

<<  <   >  >>