للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- زكي أبو شادي:

كتب١ زكي مبارك مقالا في البلاغ خصه بما سماه "الدمامة الخلقية البشعة" التي تتمثل في كيد الأدباء بعضهم لبعض.

وقد أضحكني أن واحدا من أولئك المساكين الكائدين أضاع معظم الساعات التي ينفقها عادة في دعايته لنفسه يستعدي على النيابة ومشيخة الأزهر وغيرهما فليفهم هذا القزم وأمثاله أن كاتب هذه السطور بعد معالجته الأدب زهاء ثلاثين عاما ليس في حاجة إلى من يفهمه ما هي أحكام القانون في الكتابة ولا ما هو واجب الأدباء في احترام عقائد الناس ولا ما هو مبلغ سياج الحرية الفكرية التي يحميها الدستور.

إن المقال الذي أشار إليه صديقي نشر في مجلة المهذب. وقد أعيد نشره بعد ذلك بزمن طويل في مجلة "أدبي" لأني اعتدت أن أجمع فيها شعري وبحوثي.

وبديهي أننا لو أخذنا نحاسب جميع الكتابات الأدبية والفلسفية والكتابات العلمية على أساس ذلك التخريج العجيب لا ينتهي الأمر بالطعن فيها جميعا وعلى الأخص الكتابات الصوفية، وأن ما ذكرته عن فرويد ونتائج أبحاثه التي تعارض الدين على الأقل في ظاهر الأمر لا علاج لها سوى قيام المتنورين من علماء الدين "ولا أعني بذلك علماء الإسلام وحدهم" للرد النابه عليها بدل العادة القديمة في طلب مصادرة كل ما لا يرضيهم.


١ البلاغ ٣٠ أغسطس ١٩٣٦.

<<  <   >  >>