للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على نزاهة القصد يعاب على ما تعرضه ثقافتي من تلخيصات فلسفية أدبية لقرائي كأنما الواجب أن أحتفظ بمعارفي لنفسي وأحتقر أبناء المصريين الذين يجهلون اللغات الأوروبية.

٦- إن لغتنا الشرعية محرومة من مئات التصانيف الذائعة في شتى اللغات الحية والميتة في نفس بلادنا، لا لسبب سوى أن حركة النقل إلى اللغة العربية غير مشجعة ولا تنال التصفيق والتعطيل والتزمير إلا النقل من الكتب القديمة من أساسات التثبيط المقاد والتقليدية العنيفة التي يبديها بعض الجامدين.

وما دامت هذه الحالة المخزية فليست لها أي معنى سوى أنها سترتد بفكرنا إلى حياة القرون الوسطى وسيكون للأهواء لا للقوانين العليا الحكم في تكييف الثقافة والأفكار.

إن الأيدي المصرية المتعلمة تتداول مئات الكتب الأدبية التي لا يجوز ترجمة واحد منها لما فيها من الفكر الحر وإن جاء في أدب واتزان مع أن الخير كل الخير في ترجمتها وإثارة النقاش الأدبي والفكري.

٧- وظاهرة أخرى عجيبة تقرأها في كتابات من يتصدرون للنقاش وهي الجهل التام بحقائق التاريخ والعلوم والآداب الحديثة مع أنهم لو شجعوا النقل الوافي إلى لغتنا ثم التفتوا إلى الرد على ما لا يعجبهم من هذه الترجمات لجاءوا لنا بردود أقوى وأحكم, لا بمهازل سخيفة يبرأ منها الدين والعلم والأدب معا.

<<  <   >  >>