للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليست ظروف مصر، وهذا كلام يستقيم في ظاهره كل الاستقامة ولكنه لا يثبت للتحقيق، فإذا كان من الحق ألا نذكر فرنسا وألمانيا وإنجلترا.

فقد يكون من الحق ألا نفكر في التعليم الإلزامي ولا في التعليم الجامعي الحديث، ولو أننا أردنا أن نلاحظ ظروفنا الخاصة وألا نلاحظ غير هذه الظروف فقد كان حقا علينا أن نكتفي بما كان عندنا من ألوان التعليم قبل أن ننظم الصلات بيننا وبين أوربا بتعليم الكتاتيب وتعليم الأزهر الشريف فقد عشنا قرونا على هذا اللون من ألوان التعليم حتى كون شخصيتنا أو كون جزءا عظيما من هذه الشخصية. ولكننا منذ أوائل القرن الماضي نظرنا إلى أوربا واتخذناها مثلا نحتذيه ونقلده، فاستعرنا منها فكرة التعليم الإلزامي ومجانيته وفكرة التعليم الجامعي العالي.

أترى إلينا ننظر إلى أوربا نظرا متصلا ونقلدها تقليدًا مستمرًا وننكر في الوقت نفسه النظر إلى أوربا والانتفاع بما خضعت له من التجارب وما اختلف عليها من الحظوظ.

منصور فهمي ١:

أكاد أرجع أكثر الخصومات في الرأي حول مشاكلنا الاجتماعية إلى علة واحدة, تلك هي "الرغبة في تقليد الغربيين أو كراهية هذا التقليد".

أقرأ لزميلي الدكتور طه حسين مقالا حديثًا من مقالاته في جريدة الأهرام فأجد ما يأتي "لكننا منذ أوائل القرن الماضي نظرنا إلى أوربا واتخذناها مثلا نحتذيه ونقلده، فاستعرنا منها فكرة التعليم الإلزامي ومجانيته وفكرة التعليم الجامعي العالي, أترى إلينا ننظر إلى أوربا نظرا متصلا


١ الأهرام ٢٥ يونيه ١٩٣٩.

<<  <   >  >>