نفسي "سبحانك اللهم فليست بيئتي التي أعيش بها ولها وفيها هي بيئة الغرب. فهذه سماؤها غير سماء الغرب وهذه تربتها غير تربته وهذا موقعها في ملكوت الله غير موقعه. وهذه لغتنا غير لغته وما ورثناه من عادات ومحن وظروف وصروف غير ما ورث الغرب. فتكون مكنوناتنا، ومميزاتنا غر مميزاته وظورفنا وصروفنا غير ظروفه وصروفه، ثم يراد بنا على أن نكون كالغربيين ويحاول داعية صريح، أن يقنعنا بأن نتخذ من الغرب إماما نأتم به في كليات ما يسير عليه الغرب وفي جزئياته؟
عفوك اللهم وهداك، إن نفسي وعقلي مازالا راغبين في سبيلها، بل إن النفس لتدعوني أن أحتفظ بالخصائص التي أراد الله أن يميز بها أمة أنا من بينها وأن أتمسك بميراث انحدار إلى بلدي من قرون. وأن أستوحي به تاريخي وأن أستلهم ما يلهمني به جو بلادي وما تلهمني به تلك الأرواح الخفية الحائمة في سماواته".
عند سكون نفسي إلى هذه النزعة أعود فأهمهم في شدة وحماسة: لسنا من الغرب في شيء. وإنها لكبيرة أن ننتهج في كل شيء سبيل الغربيين فللتقليد حدود فما هي يا ترى حدوده؟ ".