للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنا لا أعيب هؤلاء العلماء بهذا بل أحسدهم عليه أعظم الحسد فهم به يخدمون أوطانهم ويخدمون العلم ويخدمون الحقيقة من ناحية سياسة بلادهم ومن ناحية الحضارة الغربية التي يريدون أن تظل المدينة الحاكمة في العالم.

وهذه الخدمة الجليلة التي يقومون بها لأوطانهم وللعلم ولحضارتهم حقيقة علمية يسر لي اشتغالي بالسياسة الوقوف عليها ولو أنك انقطعت للسياسة يا صديقي انقطاعي لها وأفنيت من تفكيرك ما أفنيت أنا لوافقتني على هذه الحقيقة ولم تتهمني بالإسراف إذ علمتها.

أما إني أسرفت متأثرا باشتغالي المتصل بالسياسة في حسن الظن بنا وبحظنا من الخيال وقدرتنا على الإنتاج فأحسب صديقي يوافقني على أنه إذا زالت عوامل الفتور والضعف مما أشرت إليه في تضاعيف كتابي لما كان فيما قلت شيء من الإسراف. يومئذ يكون القول بقصورنا في الخيال وفي القوة على الإنتاج تجنيا على هذه البلاد وعلى الحقيقة، هذا إلا أن تكون يا صديقي من الذين يقولون بأن الأوروبيين ينتمون إلى الجنس الآري، وهم لذلك أرقى منا ونحن ننتمي إلى الجنس السامي بالطبع.

وما أحسبك تقول بهذا أو تعتبره حقيقة كما يود بعض العلماء في أوربا اعتباره بل أحسبك ترى هذه حقيقة سياسية يراد بترويجها "تغريب الشرق" والقضاء عليه بأن يبقى خاضعا للغرب إلى الأبد.

<<  <   >  >>