من إدراك حقيقتها، أن وقفوا على هذا العجز والتصور فيها، هم الذين يقومون اليوم بهذه الدعوة وكثيرون منهم هم الذين يقومون اليوم بهذا البحث، أولئك يشعرون شعور الواثق بأنهم سيجدون ولا ريب في هذا التراث ما يبعث إلى عالم اليوم الرازح تحت ظلمات المادة ضياء روحيا، هم وحدهم القديرون على بعثه من جديد لأن اتصاله بروحهم دون روح الغرب هو الذي يذكي ضياءه. ويوم يدفعون إلى هذا فسيتاح للعالم الإسلامي بموقعه الجغرافي بين الغرب والشرق وبين المسيحية والديانات الآسيوية أن يمد يدا إلى ناحية ويدا إلى الأخرى ليرتفع بهؤلاء وأولئك إلى ميادين الحضارة الصحيحة الحضارة التي تقوم على أساس الإخاء وتقول: إن المرء لا يكمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. الحضارة التي لا تعرف إسلاما لغير الله. ولا تعرف للحق حدودًا ولا لحرية العقل قيودا. والتي تنير ظلمات العيش بالرحمة والمؤخاة بين الناس جميعا أيا كانت أجناسهم وعقائدهم.