للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أن يمتلك ناصيته من يقرءونه في أوقات الفراغ, ولست بهذا أغض من قيمة الأستاذ فهو رجل قانون ويعرف كما أعرف أن الأدب يقتل من يفرغ له قتلا ذريعا ولا يبقي له من الوقت ومن البال ما يتفوق به في القانون أو غير القانون. وقد تكون حرف المحاماة قد علمت الأستاذ كيف ينقل مذاهب مهنته إلى الدراسات الأدبية التي يحاول أصحابها أن يصبغوها بالصبغة العلمية وتبعدها عن مداورات المحامين الذين يصورون الباطل بصورة الحق حين يشاءون.

عبد المتعال الصعيدي ١:

إن هذا الشك وتلك الشعوبية التي يجاري فيها زكي مبارك الأستاذ طه حسين قد فرغنا من أمرها معه منذ سنين وعندنا ما هو أهم منها مما لا نحب أن نقطعها إلى إعادة الكلام فيها وأن إعجاز القرآن وإعجاب العرب كان يرجع إلى بلاغته وإنشائه كما يرجع إلى روحه ومعناه.

هل القرآن الكريم من شواهد النثر الجاهلي؟

إن عند زكي مبارك مقياس قريب من كلام البشر أنفسهم في عصر القرآن الكريم وعنده خطب الرسول وخطب أصحابها فلماذا لا يأخذ منها شاهدا على النثر الفني ويعقد المشابهة بين كلام البشر في العصرين ويترك كلام الله تعالى.

رد زكي مبارك ٢:

أما أنا فأمثل مدرسة ثانية، هي المدرسة التي تحكم العقل في كل شيء


١ البلاغ ١٠ و١٦ أغسطس ١٩٣١.
٢ المصدر السابق ٢٨ أغسطس ١٩٣١.

<<  <   >  >>