الجديد "أوراق الورد" خواطر مبتكرة رائعة ولكن إفراطه في حبك العبارة ونحتها يسوقه إلى تضحية بالفكرة في سبيل اللفظ.
والأستاذ مصطفى صادق الرافعي هو دون شك أقرب أدباء الثقافة العربية المحضة إلى روح العصر الحديث، ففي أسلوبه عذوبة وله نصوع وفيه لمحات من الشعر الوجداني الصادق ولولا عبادة اللفظ المشئومة لكان شأنه غير هذا الشأن.
ولكن ما حيلته والثقافة الغربية لا تصل إليه واطلاعه لا يجاوز حدود الأدب العربي وبعض الأعمال الأوربية المترجمة.
والواقع أن أسلوب الرجل يتمثل في الصراع الدائم بين النزعة الخيالية والنزعة الواقعية الأولى فيه تتغلب على الثانية وهذا سر ضعفه ولكنه لا يلبث أن يهجر الخيال الأجوف يتوخى البساطة والحقيقة حتى يعتدل أسلوبه ويفيض على القارئ بأروع العواطف وأفتن الأنغام.
٣- رد مصطفى الرافعي:
أنا أقرر أن البيان في اللغة أسمى وأدق وأظرف من البيان في لغة باريس ولندن وبرلين وغيرها، وليس عندنا عبادة لفظ ولا ألاعيب ألفاظ ولا شيء يسمى استعارة أو مجازا فإن هذه كلمات اصطلحوا عليها بعد الإسلام عند تدوين العلوم ولم يعرفها العرب ولا تعمد صناعتها رجال البيان.
إنما البيان العربي فن دقيق يحقق في اللغة ناموس الجمال وطبيعة الوزن.
قال لإبراهيم المصري: إن كتابته لا تسمو إلى طبقة الفصيح وهو وأمثاله يعيبون هذه اللغة بما يعجزهم منها كأنها اشتراكية لغوية.