إني لأدعو كتابنا وأدباءنا أن ينبذوا التقيد بآراء كتاب أوربا وأدبائها فهم قوم يصيبون ويخطئون, فإذا قالوا: إن الفن في كتابة الحب "أن ترى فيه قوة هائلة من قوى الغريزة الجامحة العمياء تشترك فيها المادة والروح والعاطفة والشهوة".
إن الفن عندنا في كتابة فن إسلامي عربي يقوم على الضمير الطاهر والنزعة الشريفة وعلى الخلق القوي الدال على المروءة والشجاعة وضبط النفس وعلى الإيمان بحق المرأة في الحياة وسموها. وإن كانت ضعيفة فلا يتغفلها الرجل ولا يطلب عزتها ولا ينتفع من ضعفها بل يحميها من نفسه ولا يكون معها كالمفترس يشبع من فريسته ويحيا من قتلها.
وقلنا لهم: إن الكتابة عندنا يجب أن تكون لتهذيب النفس الناشئة لا لإسقاطها ولضبط الغريزة الحيوانية لا لإثارتها.
وقلنا: إن الكاتب الإسلامي يضع في كتابته عن الحب نفسه لا أغراضه ويحيا بما هو إلهي فيه لا بما هو حيواني منه ويكون كالطبيعة نفسها تظهر للأعين ما بدا من جمال الجسم وتستر عن الأعين ما في داخله.
أنا أعرف أن الأستاذ المصري مأخوذ بآراء ديستويفنسكي فهو من أجل ذلك ومن وجهة نظره نظر تقليد ينتقد الحب في أوراق الورد بأنه مجرد فكرة فلسفية أفلاطونية تحلق في سموات الخيال.
"ولذلك أنت لا تسمع من خلال سطوره هدير الحب الإنساني الحي" نعم يا صاحبي أنت لا تجد في أوراق الورد قلما مرسلا بالرفث والنخاسة والتعهر ولا تجد فيه مثل قولك أنت في رواية سخرية الميول التي تقول فيها على لسان بطلها: "ألست الرجل الذي تمرغ في حمأة فسقه كتيس مخمور".