لايزال يفت في عضدها إلى اليوم ويقطع عليها سبيل الاتصال بالعلماء!
-٣-
قال هيكل: وقد احتدمت معركة القديم والحديث هذه منذ سنين طويلة ونقل المحاربون فيها في ميادين مختلفة، كانت هذه الميادين قبل الحرب العامة، تتناول أساليب الكتابة وتتناول الألفاظ العلمية وغير العلمية إلى يومئذ كانت الغلبة لأنصار تقليد الأدب القديم وكان السجع والإغراب في اختيار الألفاظ بعض ما يمتاز به كتاب العصر.
"فريد وجدي": ونحن نرى أن إيراد تاريخ الأدب على هذه الصورة يطمس معالمه, لم تحتدم معركة ما بين قديم وحديث في أساليب الكتابة ولا في نقل الألفاظ العلمية وغير العلمية إلى العربية، ولا كان السجع والإغراب في الألفاظ مميزين للبلاغة العربية ما قبل الحرب العالمية.
والذي يعرفه كل مطلع على تاريخ هذه اللغة أن الكتاب كانوا أحرارًا في تخير أساليبهم ولم يحجر على كاتب أسلوبا يتميز به إلا ما كان من استحسان الناس واستهجانهم له شأن أسلوب كتابنا إلى اليوم، نعم أعتبر السجع وجها من وجوه المحسنات اللفظية ولم يقل أحد إنه الأسلوب المميز للبلاغة العربية.
وكيف يعقل أن يتشبث أنصار القديم بالسجع والإغراب. وقد قال أئمتهم الأولون بأن السجعة لا بأس بها إن جاءت عفوا ولم يكن بها تكلف. وقد عدوا الإغراب في الألفاظ من العيوب التي تحط من قدر البلاغة، أما الألفاظ العلمية فلم تنشب بسببها لدينا معركة، وكل ما حدث حولها شكوى الكاتبين والمترجمين من حيرتهم حيالها والتماسهم من كبار العارفين بالعربية العمل على تعريبها تعريبًا لا يجافي أصول اللغة الصحيحة.
نعم، رأى بعضهم أن تكتب تلك المصطلحات على ما هي عليه، ورأى