للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"هيكل عن الحضارة": إن الكثرة من الأدباء رأوا أن تكون تلك الحضارة حضارتنا الماضية.

"فريد وجدي". وهذا في نظرنا رأي غريب بل هو من المستحيلات العقلية فإن أدب أية أمة لا يمكن أن يكون إلا مظهرًا لحضارتها الراهنة التي هي عليها لا حضارة ماضية, وإلا كان عبثا محضا.

كيف يعقل أن يكون مظهر الأدب حضارة قديمة قد لا يعرف القراء عنها أكثر مما قرءوه في الكتب المدرسية وكل من طالع ما كتبه كتابنا وما يكتبون لا يجد فيه غير مظاهر حضارتنا الحالية.

والأدب لا يكون إلا مظهر حضارة الأمة في الوقت الذي يكتب فيه؛ لأن الأدب مبني على وصف الواقع وما يمكن أن يقع.

فإذا قيل: إن الأدب الأوروبي قد حمل نير المدينتين اليونانية والرومانية أجيالا فلا يعني أن القطع الأدبية في أوربا كانت توضع في قوالب حضارة يونانية أو رومانية ولكن بمعنى أنها حملت تقاليدها العلمية والفلسفية والشرعية واللغوية.

وهذا الغير محكوم ببقائه على عاتق أوربا ما دامت علومها وفلسفاتها وشرائعها مستمدة من هاتين الأمتين.

ونحن على هذا القياس محكوم علينا بحمل نير التقاليد اللغوية والعلمية والفلسفية والتشريعية لأسلافنا عن طريق الحتم لا التمييز.

يقول الدكتور: ورأى الأقلون الأخذ بالحضارة الأوروبية في كل مظاهرها كما فعل الأتراك.

ثم علق على ذلك بقوله: إن كلينا في هذه الجيل كفرسي رهان فإننا

<<  <   >  >>