الرومانية والإغريقية, وهذا النوع من العداء أقل خطرًا وأجدر بأن لا يباليه أحد لأنه كلام ساقط عن نفسه ومن محاسن العرب أن يكون أعداؤهم -مثل سلامة موسى- إباحية يدعون إلى اختلاط الأنساب ولا يرون بأسًا من أن يعرف المولود بأبيه وهي الشناعة.
ومن هذه الطائفة من تراه يضيق صدره -كأنما يصعد إلى السماء- إذا سمع كلمة خير في العرب أو قرأ عبارة توفر لهم قسطهم من المجد، وقد قامت قيامة طه حسين على أحمد زكي باشا بزعمه أن الأستاذ المشار إليه قال إن مدينة العرب فوق كل مدينة مع أنه لم يقل ذلك, وكيف كان يقول لو قال أحمد زكي باشا: كلما كان الإنسان عريبا كان أقرب إلى البشرية، كما يقول الفرنسيس -ولا يكبر ذلك طه حسين- كلما كان الإنسان إفرنسيا كان أعرق في البشرية" أو كما يقول الألماني "ألمانيا فوق كل شيء" وهلم جرا، فلا نتحرج صدور هؤلاء إلا إذا كان الإعجاب بالعرب، ولعمري لو قال أحمد زكي باشا إن مدنية العرب فوق كل مدنية بالنسبة إلى القرون الوسطى -أي إلى الوقت الذي ظهرت فيه- لم يكن كاذبًا لكان ظهيره التاريخ العام كما يعلم في مدارس أوربا١.
ولا يعيب أنهم في القرون الوسطى لم تكن مدنيتهم أعلى من مدنية أوربا اليوم بعد القرون الوسطى ينحو تسعمائة سنة وألف سنة من البديهي أن الآخر بطبيعة الحال يعلم ما لا يعلمه الأول. نعم، لا يعيب السلف أن يكون الخلف أعلم منهم وإنما يعيب السلف أن يكونوا قعدوا عن النهوض بالواجب عليهم ولكن طه حسين أذنه صماء عن الفحشاء.