فإذا ما عثر على رواية تنقص من فضل العرب في كلام مستشرقي الإفرنجة أسرعوا إلى نقلها وعدوها آية منزلة وبنوا عليها أحكاما طويلة عريضة، ونسوا أن المستشرقين الذين يكرهون العرب ويشنئون العالم الإسلامي هم أكثر عددا من المستشرقين المحبين، فهم يحرمونه عاما ويحلونه عامًا.
وليس من عربي عاقل يحب أن ينحل العرب ذرة مما لم يعملوه، ولا أن يمدحهم بالكذب، ولكن أليس من عربي عاقل يرضى بأن فئة مريضة من أهل هذا الزمان تهجم على مدنية العرب التي اتفق على عظمتها المشرق والمغرب وتحاول أن تحط من قدرها وأن تطفئ من نورها بأفواهها.
أما إن علوم العرب كانت نظرية تخمينية ليس لها حظ من التجربة العلمية فهذا خلاف ما عليه الجمهور ممن اشتغلوا بتاريخ حضارة العرب، ارجع إلى مقال الدكتور محمد شرف في السياسة الأسبوعية عن الحضارة الإسلامية وفضلها على العلوم الطبية.