ثم عاد زكي مبارك فكتب في الرسالة ٣ فبراير ١٩٤١ تحت عنوان "الهجوم الآثم على الشيخ سيد المرصفي" يقول: كثرت الخطابات التي ترد إلى تحقيق ما ادعاه الأستاذ السباعي بيومي في حق الشيخ المرصفي، وكنت أغفلت الموضوع عن عمد لأن الأستاذ السباعي له حقوق، فقد كان دئمًا من أنصاري ولم آخذ عليه ما يريب. ولأن مقام الشيخ المرصفي أقوى من أن يهدم بكلمة جراحة تساق إليه في إحدى المحاضرات.
ولكن سكوت الأزهريين عن الانتصاف للشيخ المرصفي أزعجني وكنت أرجو أن يكونوا دروعا واقية لذلك الشيخ الجليل، وهو رجل لم ير مثله الأزهر منذ أجيال طوال.
فماذا أصنع؟ سأنقل القصة من وضع إلى وضع فأصيرها قضية أدبية لا قضية شخصية، وأبين أن السباعي بيومي يستر جنايته على "المبرد" بجنايته على "المرصفي".
ولكن كيف؟ سيرى صديقنا السباعي أن تهذيب الكامل لم يكن إلا جناية أدبية. وسيعرف أن التطاول على مقام الشيخ المرصفي لا يذهب بلا عقاب.
"السباعي ١ بيومي: خصومة أدبية":
استهل السباعي بيومي كلامه بقوله:
"ما أحبها إلى نفسي خصومة أدبية تقوم على صفحات الرسالة بيني وبين صديقي الدكتور زكي مبارك، فإن الخصومات الأدبية للمتخاصمين