للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلمته الثانية، وأنا١ من الذين يدينون بوجوب طلب العلم من المهد إلى اللحد. فمن واجبي أن أرحب بمن يعلمني طرائق السباب ومن أجل هذا الرفض كل الرفض أن ينتهي ما بيني وبينه بالصلح. السباعي يهدد ويهدد بنقد مؤلفاتي وهو من فضلها يعيش فهل رأيتم أقبح وأشنع من هذا الكفران٢.


١ الرسالة ١٠ مارس ١٩٤١.
٢ انتهت هذه المساجلة بأن أعلن الدكتور زكي مبارك "أن بعض كبار المفتشين في وزارة المعارف رأوا وقف الجدال الذي أثرته في وجه الأستاذ السباعي بيومي وحجتهم أنه وصل إلى درجات من العنف تؤذي كرامة المشتغلين بخدمة العربية, وقال: أنني أجيب هذه الدعوة لأنها أول دعوة كريمة لكف الشر بيني وبين من أخاصمهم بقلمي لا بقلبي، فلم أسمع هذا الصوت يوم خاصمت رجالا أعزاء لم يكن يسرني أني فصم القلم ما بيني وبينهم من عهود إنصافا لنفسي أقول أنني كتبت ما كتبت وأنا أبتسم. فإني قد أخاصم ولكن لا أعادي فما استطاعت الدنيا بأحداثها الفواتك أن تضيفني إلى أرباب الضغائن والحقود، وأنا أتهم بالقسوة والعنف بغير حق فما كان همي في كل ما أثرت من مجادلات إلا إيقاظ الروح الأدبي واللغوي، أما إيذاء الأدباء فهو معنى لا يمر بخاطري. وعلق سيد قطب على ذلك فقال: إنه إذا كان لدى الدكتور ما يقوله بالأسلوب اللائق فليستمر فإن الوساطة كانت منصبة على أسلوب الجدال لا على موضوعه، وصمت زكي مبارك.

<<  <   >  >>