على أننا لا نثق مما نقل إلينا الأستاذ صاحب المحاضرة من كلام فيلسوف الغرب والشرق على رأيه فإن السيد جمال الدين كتب رده على رينان بالعربية -كما قال- وترجم لجريدة الديبا بالفرنسية ونقل من الفرنسية إلى الألمانية ومنها إلى العربية فهل حفظ الأصل مع كثرة النقل من لغة إلى لغة أخرى.
٥- ملخص ما ذكر في المحاضرة من رد السيد الأفغاني على الفيلسوف الفرنسي أنه وافقه على كون الإسلام عدو العلم والعقل كسائر الأديان وخالفه في طعنه في العرب، ولكن المحاضر نقل عن السيد كلمة وجيزة مجملة فيما عزاه رينان إلى الإسلام، هل هو من تأثير الدين نفسه أم هو تأثير فهم الناس له واختلاف الشعوب في فهمه، خرجت هذه الكلمة بصوت غير جهوري فلم يعها كل أذن ولا فكر فيها كل سامع, ولعل كل ما في الرد من التسليم باضطهاد الإسلام للعلم وعداوته للعقل مبني على هذه الكلمة.
ومن الكلمات المأثورة عن السيد جمال الدين: إن الإسلام وحده كاف لرفع البشر إلى أرقى مقام من العلم والعرفان والفضائل والحضارة.
فعلم من هذا أن الذي يتفق مع ما كتبه السيد جمال الدين أو أملاه في حقيقة الإسلام وكونه دين الحكم والعقل والمدنية.
ويحب الملحد أن يكون عظماء الرجال ملاحدة مثله، وإذا كان من منتحلي الفلسفة والعلم والباحثين في الأدلة يظن أن من عرف بالعقل لا يمكن أن يكون ذا دين وهذا ما كان يحمل بعض الناس على القول بأن جمال الدين ومحمد عبده غير متدينين.
أرى في هذا البلد أفرادًا يعنون في هذه الأيام بإفساد١ عقائد المسلمين
١ يشير إلى أحاديث الأربعاء التي كتبها طه حسين في السياسة.