للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتجرئتهم على الكفر حتى زعم بعضهم أن أكثر المسلمين كانوا كذلك في القرن الثاني للهجرة مرتابين في الدين وفاسقين عنه بدليل ما يوجد في بعض كتب الخلاعة والأخبار من حكاية ما يؤثر في ذلك عن بعض الأفراد من بعض الشعراء والمغنين والمخنثين.

أما نحن فإننا لا نقبل إلا رواية الثقاة العدول.

محمد الببلاوي؛ رينان وجمال الدين الأفعاني ١:

يقول المسيو رينان أن الأمة العربية غير صالحة بطبيعتها لعلوم ما وراء الطبيعة الفلسفية، وهو يعلم أنها الأمة التي أدخلت في العالم المدنية وأخرجتها من ظلمة الجهالة إلى نور العلوم والمعارف في قرن واحد من غرب أوربا إلى حدود الصين ولا عيب لها عند المسيو رينان إلا أنها عرفت كيف تهدم الأباطيل التي تؤدي إليها إلى المقدمات الفاسدة مما يقوم بأذهان بعض الطبيعيين والفلاسفة فإنها هدمتها بما ألجمتهم من الحجج والبراهين.

أما ما لحظه رينان من الانحطاط الذي عليه المسلمون الآن فهذا منشؤه بعدهم عن التمسك بدينهم القويم فلو أنهم رجعوا إليه لعاد بهم إلى أوج العلوم العقلية والكونية وهداهم إلى خير مدنية والتاريخ شاهد عدل.

ويظن رينان أن المسلمين يسلمون أبناءهم كما ينصر النصارى أبناءهم ويهود اليهود أولادهم وهو وهم فإنما هي الفطرة التي يولد المولود عليها.

ويعيب رينان على الدين الإسلامي, ويعد من أكبر عيوبه اعتقاده المسلم أن الله يهب الرزق والسلطان لمن يشاء وهو خطأ منشؤه جهله بتعاليم الدين


١ الأهرام ٢٧ مارس ١٩٢٣.

<<  <   >  >>