وكان نظيفا في نكتته، وهذا الذي يقذف فمه الشريف بهذه المجرورات برغم أن سامر حسان باريس وساهر حسان باريس، ولو أن سامر حسان الصومال أو حسان ما وراء خط الاستواء، أو أي حسان بين أعطاف الأرض وأطرافها ما قارف تلك الكلمة التي تكدر الجو وتزهق الأنوف.
"وهذا الدكتور الذي يتخذ الشتم حجة، واللغو سلاحا يكتب في جريدة البلاغ وصاحب البلاغ هو الكاتب الذي تقرؤه فتجده أطهر الناس من الشتم وأبعدهم عن اللغو, وهو الذي تقرؤه فتراه ساطعا كالنجم، نافذًا كالسهم صافيا كالفرات, وتراه أقدح ما يكون إذا خف وأقسى ما يكون إذا لان، ذلك رأيي فيه كاتبا أديبا، فما كانت لك به قدوة حسنة وأسوة طيبة، ولكنك لا تملك أن تكونه ولا أن تقع قريبا منه لأنك تعوم ولا تغوص، وتحوم ولا تمعن، فإذا قيل لك غص غرقت، وإذا قيل لك أمعن ضللت، فأنت حين تطهر يدك من الشتم وقلمك من اللغو لا تجد شيئا تقوله.
نحن حين نجالدك إذًا على صفحة البلاغ إنما نجاهد في الله حق جهاده لأننا نريد أن نفهمك كيف يكون نقد الأدب وأدب النقد ولأننا نريد أن نحول بين الأدباء وبين طغيان الشتم وإرهاب اللغو.
أما بعد يا صديقي الدكتور! لا بد من تحطيم تلك الدمى المنتفخة الأوداج واعلم أننا حين ننغلب لأطفالنا الصغار وننخذل أمامهم ونتركهم يقتعدون أكتافنا فما ذلك إلا لأن لهم شفيعا من غرارة الطفولة وطهارة الطفولة, أما أنت فلماذا تسطو على أقدار الناس وإكراماتهم ومروءاتهم ولماذا تنضح عليهم مما وراء باب المزينين وتطلب إليهم بعد ذلك أن يداروك ويجاملوك.