كتاب المعارك الأدبية

الباب السابع: المعارك بين المجددين والمحافظين - الفصل العاشر: بين النقد والتقريط - ص: 516

أتريد أن تفرض الجزية وتضرب الإتاوة على الأدباء ليصوفوا أعراضهم بالفداء؟ لا, لن يكون ذلك.

ولقد حاول قوم من قبلك أن يفعلوا ما فعلته فكانوا كالفقاقيع الطافية على الماء لا تلبث حين يدركها قليل من الهواء أن تزول وتتبدد, لتقل في الأزهر ما شئت فإنك تريد أن ترضي قوما تظن أنهم يثيبونك على هجائه.

أجل، لتقل في الأزهر ما شئت فإنه لا يضيق ذرعا بأن ينتفع بهجائه والصخرة التي قاومت الخطوب وصمدت لها ألف عام لا يقوى زكي مبارك أن يزحزحها عن مكانها. قل في الأزهر ما شئت ودع الأدباء وشأنهم فهم قوم يعز عليهم أن يأتي زكي مبارك فيكدر عليهم صفاء الحياة.

لماذا دعوك زكيا وأنت قروي من سنتريس ومولدك في القرن التاسع عشر وهذه الأسماء لم يكن مما يألفه القرويون في ذلك العهد.

زكي مبارك قروي من سنتريس ١:

ادعى صديقنا الأستاذ عبد الله عفيفي أننا كنا نطوي مقالات خصومنا من العلماء أو نمزقها أو نجتزئ منها بما لا غناء فيه, وأننا كنا نقف على أقدارهم المهضومة وأفواههم المكمومة.

وحقيقة المسألة أن علماء الأزهر ألفوا الجنة في العام الماضي "ليقفوا طغيان زكي مبارك عند الحد المعقول" وصح رأيهم على نشر ردودهم في جريدة البلاغ وهنا يعلم الله أني لم أطلع على سطر واحد مما أرسلوه للجريدة وقلم التحرير هو الذي فصل في المسألة.

---

١ البلاغ ٢٤ فبراير ١٩٣٣.