إلى حد الاهتمام بكل ما جل ودق من شئونها، ثم هي ترى أن في الفكرة تطرفًا وغلوًا وأن من حقها أن نتناول بالتمحيص كل ما يتخذه الداعون إلى هذه الفكرة.
وأول ما يلمس المتأمل لهذه الأبحاث التي تدور حول هذه الفكرة هو هذا الاندفاع من جانب يتولى قيادته الأستاذان عبد الله عنان وسلامة موسى، ثم فريق آخر متريثا متمهلا على رأسه طه حسين وهيكل.
٥- وكتب أحمد حسن الزيات في "مجلة الرسالة" أول أكتوبر ١٩٣٣:
عفا الله عن كتابنا الصحفيين! ما أقدرهم على أن يثيروا عاصفة من غير ريح ويبعثوا حربا من غير جند، أفرعونيون نحن أم عرب؟ أنقيم ثقافتنا على الفرعونية أم نقيمها على العربية؟
نعم؛ قالوا ذلك القول وجادلوا فيه جدال من أعطى أزمة النفوس وأعنة الأهواء. ثم اشتهر بالرأي الفرعوني اثنان أو ثلاثة من رجال الجدل وساسة الكلام. فبسطوه في المقالات وأيدوه بالمناظرات. ورددوه في المحادثات.
حتى خال بنو الأعمام في العراق والشام أن الأمر جد، وأن الفكرة عقيدة.
وأن ثلاثة من الكتاب أمة، وأن مصر رأس البلاد العربية قد جعلت المآذن مسلات والمساجد معابد. والكنائس هياكل. والعلماء كهنة.
لا نريد أن نحاجهم بما قرره المحدثون من العلماء من أن المصرية الجاهلية تنزع بعرق إلى العربية الجاهلية فإن هذا الحجاج ينقطع فيه النفس ولا ينقطع به الجدل. وكفى بالواقع المشهود دليلا وحجة.
وهذه مصر الحاضرة تقوم على ثلاثة عشر قرنًا وثلثا من التاريخ العربي