للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد مسعود؛ يا شيخ العروبة اتق الله:

يدعوني شيخ العروبة إلى تقوى الله ليهيئ لي من أمري رشدا فأكرم بهذه النصيحة الغالية والتحذير الحكيم من عالم فاضل يغار على الحق ويعمل لتأييده.

ولكني أراني الأستاذ تجاهه في مأزق حتى يرأف بحالي فيدعوني إلى التزود بزاد التقوى لأقيل عثرتي وأخلص من ورطتي وهو الذي في مناظراته عود مناظريه أن يكون أمرهم معه يسرا لا عسرًا.

وصف سيدي الأستاذ ما يتفضل الأهرام بنشره لي بين الفينة والفينة من تحقيق بعض الأسماء الأعلام أو تسمية بعض الأشياء بأسمائها الصحيحة في اللغة بأنها "ألفاظ مقعرة وحفلطة وجليطة وتحذلق وتفاصح ... إلخ" ما عرف الناس طرا من الحافقين وما زالوا يعرفونه أن شنشنة مولاي الأستاذ وفطرته التي فطر عليها في مباحثاته وسلاحه الذي يخطر به خطرانا في غطرسة وزهو كلما أقبل على ميدان أو تحضر للضرب والطعان.

وليس من ديدني أن أقرع هذا السلاح بمثله أو آبه لتلك النعوت, بل النوابل والأفاوية الزكية الذي اعتاد أستاذي الكريم أن يذر ذرورها على ما يقدم إلى قرائه من صحائف بياناته ومناقشاته المسهبة فإني مار بها مر الكرام وواضعها دبر أذني.

إن الحرب في سنيها الأول ألزمت سواد الناس ملازمة بيوتهم وحرمتهم إمتاع النفس بما اعتادوا أن يرفهوها به خارجها في الهزيع الأول من الليل وكانت تطوف بخاطري دائما في تلك الأيام وأنا في عزلتي ذكرى المحاولات المستخذية التي حاول بعضهم سنة ١٨٩٣ أن ينضوا عن اللغة العربية عار إفقارها

<<  <   >  >>