الباب, فهو أستاذ بل إمام وله تلاميذ ومريدون بهم يستنصر ويستكثر, وهل يقام بناء من هباء على هباء؟
أما أنني لا أهنئه اليوم -اليوم فقط- فإنه لم يتفضل برعاية الأمانة، أف لهذه الكلمة، إنها ثقيلة على قلبه، والويل كل الويل لمن يذكرها له أو يذكره بها.
أقول: إنني لا أهنئه اليوم لأنه لم يتفضل بمراجعة وجدانه عن الفرق بين الغلطة المطبعية "رغم كل مكابر ومداور" التي تحديته إلى التفطن لها وبين ما خلقه له وهمه وخيل له وسواسه أنه "غلطة تاريخية".
إن الغلطة المطبعية هي التي تقع من صفاف الحروف ولا يتشبث بهذه الصغيرة من الصغائر إلا المتعسف المتعنت.
أما الغلطة التاريخية مثل أغلاط سيدي مسعود الكبير, فهي التي تؤاخذ بها الكاتب حتى يعترف بغلطه فيها من تلقاء نفسه أو بعد تنبيهه, فتكون له فضيلة الرجوع إلى الحق "العقبى لك يا أستاذ".
والسماط في دار العروبة ممدود لك, ولأهل الفضل في كل يوم مرتين فشرف أنت والأستاذ دياب ومن تريدان على الرحب ولك الفضل وله الحكم على أحدنا على الآخر فيما يتعلق بالغلطة المطبعية.
من أحمد زكي باشا إلى محمد مسعود:
"الحديث موجه إلى زكي مبارك":
الحق أنه -أي مسعود- بزني في الخطاب وأنه فاز في مديان الشتم والسباب وها أنا ذا أعترف له بذلك وأشهد أنك -أي مبارك- لحقت غباره بل إنك سبقته بأشواط.