ألا فليعلم أنني تعففت عن منازلة الأستاذ مسعود في التراشق بالقول الهراء ولا يجهل أن عجزي فيه لا يوازي سوى قسوة قلمي في تشديد النكير على أهل الدراية أو الذين أحسبهم منهم إذا ارتكبوا خطأ وأذاعوا ضلالا. ثم بعد إرشادي لهم.
أأنت ترى في سلوكي عن الأستاذ مسعود وقد خلا له الجو مضيعة الحق العلم الصحيح؟ أم هل الحقائق التاريخية والجغرافية داخلة تحت الشريعة السمحة والقوانين المدنية والجنائية حتى سقط بالتقادم أو مضي المدة.
كلا.
بل إن الأغلاط التي نبهت الأستاذ مسعود إليها فشتمني من أجلها لا تزال عالقة برقبته حتى يبررها بغير السباب أو حتى يرجع إلى الصواب الذي دللته عليه ولا غضاضة في الرجوع إلى الحق.
لقد جازف حين زعم بغير حق ولا تحقيق أنني أنا الذي ابتدعت كلمة إفريز للمعنى المغلوط المستعمل الآن في قولهم "إفريز المحطة" بل هو يعلم أو يتجاهل أن المرحوم الشيخ علي يوسف هو أول من استعملها بهذا المعنى فكانت مني مقاومة ومعارضة ومكافحة ولكن صوت "المؤيد" كان ولا يزال أعلى من صوتي فبقيت هذه الأغلاط شائعة بين أرباب الأقلام١.
ومن سوء حظ العربية أن يغلط الأستاذ مسعود في نقله الوصف الذي أعطاه الإدريسي لأبناء العم الثمانية الذين جازفوا باقتحام المحيط الأطلنطي. فالإدريسي يصف هؤلاء العرب الكرام بـ "المعزرين" وعلماء المستشرقين