الخاصة. أما ثقافة البردي فليس يربطها بمصر العربية رباط، ولا بالمسلمين ولا بالأقباط.
٦- وكتب "أبو الخطاب، يافا" يرد على هيكل في "السياسة الأسبوعية":
كنت أزعم أن نصيب دعاة الفرعونية بعد جهاد طويل ومحاولات عنيفة أن انشق عليهم من كان أكثرهم للدعوة تحمسا وأبرعهم دعاية وأبعدهم أثرًا وهذا الأستاذ محمد عزمي ينقلب من فرعوني متعصب إلى عربي صميم يصدر في قلب لندن جريدة دعاها "العالم العربي" وكلها عطف على سوريا واهتمام بالعراق.
كنت أزعم هذا كله، وكنت جد مؤمن بحقيقة ما أزعمه وقد زادني الأستاذ الكبير إبراهيم المازني وثوقا بمزاعمي وارتياحا إليها عندما التففنا حوله نسائله عن الفرعونية فيجيب بأنها عاصفة في فنجان لا يجدر بنا أن نوليها هذا الاهتمام وأن نخافها هذا الخوف.
إذن: فالدعوة الفرعونية باطلة كدعوة قومية والجدال حولها مهما كان عنيفا فهو عنف من غير طائل، صاخب من غير حاجة إلى الصخب إذ لا أصل له ولا يقوم على أساس من المنطق ولا تضرم نيرانه الحقائق العلمية، فليصخب دعاة الفرعونية ما يصخبون، فما أحسبهم راجعين إلى رمسيس وأمنحوتب وهاتور يستوحونهم الفلسفة ويستلهمونهم الدين ويتلقون عنهم العلم ويتذوقون منهم الأدب ويستصدرون عنهم الثقافة. وما أحسبهم كافة منسلخين عن العرب والشرق ومتنكرين للعرب والشرق، يطمعون في حياة